1 يوم
ترتجف الروح بلا ريح




في بدايات الاكتئاب، لا يحدث شيء عظيم، 

لا مأساة كبرى، ولا صدمة تهزّ الروح… 

فقط تنهار الأشياء بصمت. 

تفقد الحياة معناها تدريجيًا، كما تفقد الورقة لونها تحت المطر. تستيقظ، لا لأنك تريد، بل لأنك لم تمت بعد. 

تأكل لأن الجسد يطالب، لا لأنك تشتهي.

 تضحك قليلًا، لا لأن شيئًا يضحك، بل لأنك لا تملك طاقة تبرّر الحزن أمام الآخرين.

الاكتئاب لا يصرخ، بل يهمس، ثم يتمدد داخلك كظلّ لا شمس له. 

يصبح كل شيء عبئًا: الضوء، الأصوات، الوجوه، حتى نفسك تصبح شخصًا غريبًا يثقل عليك احتماله. 

لا تعرف تحديدًا ما الذي يؤلمك، لكنك تشعر أن كل ما فيك يتآكل… 

أن روحك تُستهلك، لا بالحدث، بل بالفراغ.

هو ليس حزنًا، فالحزن واضح ومشروع… 

بل هو خواء، خراب صامت، شعور بأنك غريب في جسدك، في غرفتك، في العالم. 

وتدرك حينها أن أصعب ما في الاكتئاب 

أنه لا يحتاج سببًا…

 فقط يبدأ، ويمكث، ويصير كل ما فيك.


أضف تعليقاََ