قهوة باردة
لكنني شعرت حينها أن كل ما في اللحظة كان دافئًا
لم تكن حرارة السائل ما يهم
بل دفء النية وهدوء القلب الذي حضرها
قهوة باردة لكنها جاءت من يد دافئة
ومن روح لم تتكلف لم تتصنع فقط أحبت بهدوء وصدق لا يصرخ
لا كأس فخم ولا تقديم مسرحي ولا جملة محفوظة تسبقها
فقط أنت بصمتك المعتاد
تمد الكأس نحوي
كأنك تقول دون صوت
أعرفك ولهذا اخترت لك شيئًا لا يجامل
شيئًا لا يغطي طعمه زيف ولا يخفي بساطته شكل
تأملتك وأنت تمدها
رأيت فيك رجلًا لا يبحث عن الإبهار
بل عن الصدق
رجل لا يريد أن يذهلني بل يفهمني
وهذا أجمل بكثير
شربت الكأس ببطء لا يشبه العطش
بل يشبه الاكتشاف
كل رشفة كانت سؤالًا صغيرًا
هل كنت تفكر بي حين حضرتها
هل كنت تتذكر ما أحب
هل تعمدت هذا الهدوء هذا النوع هذا الوقت
لم يكن أحد حولي
لا ضجيج ولا شهود ولا أحد ليؤكد
لكنني لم أحتج لأحد
كنت أعلم أن كل شيء في الكأس صادق
لأنك لا تفعل شيئًا نصفه شعور
ولا تقدم إلا ما يشبهك
كنت هناك
تجلس بقرب هادئ مألوف
وفي عينيك تلك النبرة التي لا تقول أنا أحبك
لكنها تقول ما هو أعمق
أنا هنا لأفهمك
لأقدم لك أشياء لا تطلبينها لكنك تحتاجينها
ولم يكن في القهوة عطر ساحر
ولا في المذاق حيلة
لكنني شعرت أنني أشرب شيئًا يشبه الحب الناضج
الحب الذي لا يعلن عن نفسه
بل ينساب في التفاصيل الصغيرة
في كأس بارد في وقت عادي
في يوم بلا مناسبة
بلا أحد
سوى أنت
وهذا كان كافيًا ليكون لحظة لا تُنسى
لم يكن علي أن أشرح
ولا عليك أن تفسر
كل شيء قيل