أنا لا أكتب… أنا أتنفّس !
تسألني : لِمَ لم أنام بعد ؟
أتهرّب من الإجابة وأقول : " أرق " !
حسناً …
أنا في الحقيقة غارقة في سيلٍ من أفكارٍ لا يتوقّف !
رأسي يعجّ بأصوات لم أُفصح عنها !
بمواقف صغيرة علقت في القلب ولم أستطع تخطّيها !
وبكلمات لم أستطع ترتيبها ولا نُطقها !
فأفتح دفاتري وأبدأ في الكتابة …
تمرّ الساعات ولا أشعر بها !
وكأن الكتابة هي راحة صدري الوحيدة !
كل فكرة لم أجد لها توقيتًا في الحديث ؟
أتركها تنضج على الورق بهدوء …
كل وجع تجاهلته ؟
أسمح له أن يبكي سطرًا سطرًا …
أما أنت ؟
تسكن بين الحروف دون أن تدري !
كل سطر فيه نداء غير منطوق !
وفي نهاية كل فقرة ؟ تنهيدة طويلة …
أكتب … لأن قلبي لا يُجيد الصمت …
ولأن عقلي لا يُجيد التوقف …
ولأنك رغم المسافات لا تغادرينني …
رُبما يخيل لي أني أتعافى بين السطور !
وأتعلّم أن لا أطلب منك أن يفهم ما لا أُحسن شرحه .
أكتب … لأني بدأت أجد في وحدتي رفيقًا جديداً !
لست حزينة ، فقط ممتلئة .
ولأول مرة أكتب لا لأُستعاد … بل لأبقى .