. . . . . .
خواطر
5 يوم
نزيف قلمي !


كأنني ما عدتُ أستطيع التوقّف !

كأن الحرف صار أنفاسي ، والورق صدري المزدحم !

أكتب ، وأكتب ، وكأنني أطارد ظلًّا هاربًا من داخلي !

كلّ ما فيّ يريد أن يتكلّم …

قلبي ، ذاكرتي ، حزني ، وحدتي ، 

وحتى خيبتي الصغيرة التي كنت أدفنها بابتسامة …

كأن داخلي مدينةٌ من الكلام ،

وكل سطرٍ أكتبه ؟ يحرّر سجينًا منها !

لم أعد أكتب لأنني أحبّ الكتابة ،

بل لأنني لو لم أفعل ؟ لانفجرت …

لو لم أكتب ، لصحتُ بكلّ وجعي في وجه العالم ،

ولبكيتُ على رصيف كل ذاكرة ...

أكتب لأنني تعبت من التحمّل ،

تعبت من الصمت ،

تعبت من أن أبدو بخير ،

والحقيقة أنني مكسورة بطريقة لا يراها أحد …

كلما كتبتُ سطرًا أشعر أن شيئًا منّي تشافى ،

وشيئًا آخر تكشّف ،

وهكذا أستمر، بلا نهاية …

لأن الألم لا ينضب ، ولأنني حين أحببت ؟

أحببت بعمق لا يُحكى في صفحة .

دعني أكتب …

ولا تسألني إلى متى …

لأن بعض القلوب حين تنكسر ، لا تبكي… 

بل تكتب …

ولأنني أكتب ؟

فكلّ حرفٍ هو بقايا شعور لم يجد من يحتويه ...

كل جملةٍ هي دفعة نجاة أنتشل بها " قلبي " من الغرق في صمتي !

أصبحت أكتب بدل العناق …

أكتب حين تقتلني المسافات ….

حين أفتقد دفئًا كنت أظنّه لا يغيب …

حين أحاول عبثًا أن أفهم كيف انتهى كل شيء ونحن كنّا نحلف للبدايات أنها لا تموت …

أكتب لأنني حين أحببت ، لم أكن أحب فقط !

كنت أزرع نفسي بكاملها فيك ،

كنت أمنح ، وأصدق ، وأسامح وكأن لا شيء حدث ..

وها أنا الآن أكتب لأجمع ما تبقّى منّي …

أكتب كي لا أفقدني تمامًا !

كي أُرمّم شروخًا لا تُرى …

كي أعيد تعريف نفسي خارج حدود الخذلان …

وكلّما هممتُ أن أضع النقطة الأخيرة ،

تُغريني الذكرى ! 

تفتح بابًا ، وتلقي عليّ جملة …

فأعود … أكتب من جديد …

دعني أكتب …

دعني أقول كلّ ما لم يُفهم !

وأبوح بكلّ ما لم يُسأل !

وأعشق … على الورق فقط !

فالحياة الحقيقية أصبحت تضيقُ على الحب .

أضف تعليقاََ