كُنّا نظن أنّ لا أحد يشبهنا ،
أنّنا حالة نادرة ، معجزة من معجزات العشق ،
أنّ الدنيا وقفت لحظة ، وقرّرت أن تمنحنا حبًا لا يُشبه سوانا !
ظننا أن الكلمات خُلقت لأجلنا ،
وأن الأغاني تُغنّى على مقاس قلوبنا ،
وأن كل قصة حب في الأفلام مجرد ظلٍ باهت أمام قصّتنا !
لكن الحقيقة ؟
كنّا فقط نحلم بصوتٍ أعلى من الواقع ،
ونكتب أمانينا فوق صفحة من وهم …
اكتشفنا لاحقًا أن الحبّ حتى في أقصى جنونه
لا يُنقذ اثنين لم يفهم أحدهما الآخر !
وأن العشق مهما اشتعل ، لا يُبقي الدفء إن غابت الطمأنينة ...
خرجنا من قصتنا مثقلين …
لسنا عاشقَين انتصرا ،
ولا غريبَين مرّا مرور الكرام !
بل نحن أولئك الذين اعتقدوا أنّهم لن ينكسروا
فصاروا هم الأكثر وجعًا !
قصّتنا حزينة ..
لأنّنا كنا نؤمن بها أكثر مما تستحق ،
ولأننا صدّقنا أننا استثناء ،
ثم اكتشفنا أننا المساكين …
و أن جميع المُحبين كسَبوا ، ونحن وحدنا الخاسرين …
قصّتنا حزينة ..
لأننا لم نُهزم في لحظة واحدة !
بل تهاوينا بصمت ، ببطءٍ موجع …
كغصنٍ يابسٍ لم ينتبه أحد لسقوطه !
كنّا نُرمم كل شرخ بكلمة ، كل خيبة بعناق ،
نؤمن أن الحب سيفعل المستحيل ،
لكننا نسينا أن المستحيل … لا يُحب أحدًا .
أحببنا بعضنا كثيرًا ، لكننا لم نحسن الصون …
بذلنا المشاعر ، ونسينا الاحتواء ...
ركضنا خلف فكرة " نحن " وتركنا " أنا " تنزف في الزاوية !
قصّتنا حزينة ..
لأنّها لم تنتهِ بانفجار … بل بانطفاء …
انطفأ كل شيء فينا …
الضحكة ، الشغف ، الرسائل التي كانت تُكتب في منتصف الليل ...
اليوم ؟ نحن نتذكّر كل شيءٍ بصمت ،
نشتاق ، لكن لا نقترب …
نحن موجودون ، لكن خارج حياة بعضنا …
قصّتنا حزينة ..
لأننا صدّقنا أنها لن تموت ، فماتت ونحن ننكر
ثم بكينا بعدها كما يبكي الذين فقدوا شيئًا لا يُعوّض !
قصّتنا حزينة ..
لكنها كانت حقيقية !
جميلة حين كانت تنبض …
مؤلمة حين لفظت أنفاسها الأخيرة .
ولأنها كانت كل هذا !
ستظل تعيش …
لا بيننا ، بل فينا
كجرحٍ أنيق ، لا نُريه أحدًا …
لكنّه لا يلتئم .