. . . . . .
خواطر
5 يوم
داخلي صوتان !

جزءٌ مني يشتاق حدّ الارتجاف …

يريد أن يعود غرقاً في صندوق الذكريات !

أن يفتّش عن الصور القديمة ،

أن يقرأ الضحكات التي كنّا ننسجها بأيدينا ،

أن يرى تلك العيون التي كانت تراني كما لم يراني أحد !

ذلك الجزء تحديداً يريد أن أستسلم للحنين !

أن أبحث عنك بين الرسائل واللقطات ،

أن أُعيد قراءة كلّ “ أحبك ” قيلت في تلك الايام …

ولكن ، هناك صوتٌ آخر !

أضعف … لكنه أعمق …

يهمس لي : إيّاكِ ثم إيّاكِ ! 

لا تفتحي الباب فالحنين خادع ،

والذكريات مشرّعة على نارٍ لا تطفأ !

سيأكلكِ الشوق …

وسينهار كل ما حاولتِ ترميمه في نفسكِ !

أقف بينهما …

كأنني بين ذاكرةٍ تأخذني ، وعقلٍ يشدّني للنجاة !

أريد أن أشتاق ، لكن لا أريد أن أنكسر ..

أريد أن أراك في الماضي ، لكن لا أريد أن أفقد حاضري !

أنا هنا ، لا في الذكرى ولا في النسيان …

بل في المنتصف …

أُحبّ بصمت ، و أُراقب من بعيد ،

وأُخبئ نفسي من نفسي … 

كي لا أعود أكثر ممّا يجب …

أنا لا أنكر أنّك كنت الوطن ،

ولا أنكر أنني بنيت حولك كل أمنياتي الصغيرة ،

ولازلتُ أُخفي في قلبي ألف تفصيلة منك ،

لكنني اليوم … لا أبحث عن الرجوع ،

أنا فقط أفتّش عني ، عن صوتي ، عن راحتي المفقودة .

نسيتُ ماذا تعني كلمة " سعادة " !

أنا لا أعرف شيئاً من هذا القبيل !

أنا لا أتذكر آخر مرّة كنت فيها بخير !

إن كان داخلياً أم خارجياً ، فالأمر بات معكوساً كما المِرآه …

اُريد ان اُنقذ ماتبقى من فُتات نفسي .. 

أنا ؟ لستُ أنا السابقة …

مُت مع من أحببت …

دُفنت بجانب نُسختك السابقة …

أتنفس ؟ نعم ، كما الروبوت .. تماماً …

كُل ليلة هُنت فيها ، كُسر جزء منّي …

كل دمعة سالت بيني وبين نفسِي المسكينة

محت معها الكثير من المشاعر …

لم تكن ليلة .. او ليلتين !

كانت سنة .. سنتان .. ثلاثة .. ولك حِسبتها …

أُحبك ؟ نعم .

لكن بطريقةٍ لا تتطلّب حضورك اليومي ،

بطريقةٍ لا تُرغمني على انتظارات موجعة ،

ولا على أعذار لا تنتهي …

أُحبك كما تُحب روحاً كانت يوماً كلّ الحياة ،

ثم علّمتك الحياة كيف تعيش بدونها .

كلّ صورة ، كلّ ضحكة ، كلّ كلمة ،

ما زالت محفوظة بقلبي كتحفة ثمينة لا تُلمس !

لكنّني أرفض أن أكسر نفسي مجدداً ،

فقط لأُشبع لحظة حنين .

سأُحبك من بعيد ، بهدوء ، بحنان ،

ومن دون أن أطلب شيئاً في المقابل !

سنكون بخير .

أضف تعليقاََ