أحبك … بطريقةٍ أُخرى ، جديدة كلياً !
لم أعد أحبك كما كنتُ أفعل أول مرة …
ذلك الشغف المجنون ، والارتباك العذب ،
والنبض الذي يركض في صدري كلما نطقت اسمي !
خَف كلّ ذلك ، لا لأنه زال ،
بل لأنه تحوّل … تطوّر … نما في عمقٍ آخر
تقبّلت تماماً كما كنت ترغب به …
أحبك الآن بصمتٍ أهدأ ،
بثقةٍ لا تحتاج إلى تكرار الوعود ،
بحضورٍ لا يصرخ “ أنا هنا " ،
بل يهمس “ أنا دائمًا معك ” !
لم أعد أراقبك كمن يخاف الفقد ،
بل كمن يراك جزءًا منه ، حتى لو ابتعدت المسافات ...
أحبك بطريقة لا تشبه البدايات …
بل تشبه النجاة ، بعد أن غرقنا ألف مرة !
أحبك …
لكن بطريقتي الجديدة ، الناضجة ، الصلبة ،
بطريقةٍ لا تبحث عن اللهفة بقدر ما تبحث عن الطمأنينة !
بطريقة لا تبكي عند كل سوء تفاهم ،
بل تصمت لتفهم … وتسامح لتبقى .
أحبك …
بطريقتي التي لا تنتظر المقابل ،
ولا تحصي الغياب ،
بطريقتي التي لا تهتزّ حين تتغير نبرتك ،
ولا تنهار حين تختفي …
تعلمت أن الحب ليس أن نتمسك بجنون ،
بل أن نمنح المساحة ونبقى ،
أن نختلف ونتكئ ،
أن نبتعد ولا نُفلت .
أحبك كما يُحب الغيمُ الأرض ،
لا يصرخ بالحضور … لكنه يرويها في هدوء !
أحبك كما تحبّ الأرواح من تشبهها ،
بلا قيد ، بلا صوت …
وإن لم نعد كما كنا ،
وإن تبدّلت الملامح ، واللغة ، والمواعيد …
فإني ما زلت أراك ضوءًا ،
ولو من زاويةٍ جديدة لم أعرفها من قبل .
لا تبحث في لهفتي القديمة عن دليل ،
ابحث في صمتي ،
في نظراتي التي لا تسهو عنك ،
في بقائي رغم كلّ ما تغيّر .
لم أعد تلك التي تُشعل الكون لأجل رسالة ،
ولا التي تبكي من كلمة عابرة …
لكنني ما زلت أختارك !
إن وجدت إختلافاً في قلبي ؟
فاعلم أن الحبّ لم ينقص !
هو فقط اختار أن ينضج بناءاً على طلبك …
وسيبقى يُحبّك كما يليق بك وبروحي التي تعافت قليلاً .
احبّك .