سقطتي الأولى …
لم أتعثر بقدمي ، و لم أقع بمجرد أنني لم أكن منتبهه
و لم أُصَب بأي حادث ، و لم يدفعني أحد أيضًا …
هذه المرّة وقعت بإرادتي أنا و كانت الحفرة كبيرة أكبر مما كنت أتوقع .
كان منظرها من بعيد كأنما حفرة صغيرة و لكن !
كان عمقها أكبر مما تخيّلت و كان الظلام يسودها لدرجة أنني لم أستطع رؤية كفّاي و قدماي كأني أُصِبتُ بالعمى و كل ما أراه هو العدم .
كل ما أشعر به هو حدسي و كل ما أسمعه هو نبضات قلبي لا أعرف كيف وقعت و لماذا و متى و كيف سأخرج !
لكن الغريب ! أنني لم أشعر بالخوف رغم خطر هذا المكان
و لم أشعر بالغربة بالمبيت الجديد بل على العكس تمامًا
شعرت بالانتماء شعرت أنني أراني وسط هذا الظلام و شعرت بدفء قلبي رغم برودة هذا المكان و شعرت بالراحة بالرغم من استلقائي وسط صخور و مخلفات قاسية .
لم أعرف لماذا أحسست و كأنني وجدتني هنا رغم أنه من الواضح انه لم يكن هذا المكان لي و ملكي ، سقطت به فجأة دون مقدمات كان به الكثير من الآثار كُتِبَت سابقًا ،
أوجه محفورة و أسماء مكتوبة و تواريخ لا يستطيع هذا المكان نسيانه .
و لكن أحببته !
نعم أحببته و بدأت أنا أيضًا بنحت إسمي و رسم ملامحي و كم بدوت جميلة في تلك الزاوية من هذا المكان ، أردت رسم و كتابة الكثير و لكن لم يسعني المكان فقد كان به الكثير من قبلي و لكن ! لا يهم ، إنه مكاني أيضًا رغم ما واجهته من صعوبة في التعايش به ، لقد أدرت جُلّ إهتمامي بوضع الزينة به و لكن للأسف لا تُرى و لكن أستطيع تحسسها و الشعور بها ، و كلّ ما حاولت أن أخطو بخطوة للأمام للتنقل به ! واجهتني صفعة لأعود لمكاني و لا تسمح بأخذي لحيّز أكبر .
لا أعلم و لكن هذا ما أشعر به بالحقيقة لقد أُصِبتُ بعدة كدمات إلى الآن و لا أستطيع نكران شعور الخوف الذي بدأ بالتسلسل داخلي ، أصبحت أخاف الكَسر ، ف كدمة تلو الأخرى قد تأتي بذلك ، و خوفي الأعظم من صفعة قوية تكسرني مرةً واحدة و هذه ألمها أشدّ و أعظم .
كل ما أعرفه أنني بحفرة عميقة جدًا و مظلمه حدّ الخوف و لا أعرف ما النهاية المبهمة لهذه الحفرة ! إلى متى سأستمر بالسقوط ؟ كيف سينتهي بي الحال ؟ لم أجد جواب إلى الآن و لكن ! كل ما أعرفه أنني لن أتسبب بحدوث خدش صغير لهذا المكان الذي ألفته و لم أشعر بأنه يألفني ، و عندما أصل لقاع هذه الحفرة سألملم عظامي المتكسرة واحده تلو أخرى و يسبقها قلبي المكسور أيضًا و لن أتسبب بحدوث فوضى و وجود آثار أخرى به .
و لكن يبقى السؤال .. إذا تسببت هذه السقطه بوفاتي من سينتشل جثتي ! .
سِوَار |يوليو