حين أنظر لمن حولي أجد أن الحياة بوسعها أن تكون جميلة حين تجد شبيهك الذي يسعك قلبه.
أجد أن كل المصاعب يهونها أن يكون لك شريك فيها؛ لذلك كان من عميق عذاب أهل النار ألا ينفعهم اشتراكهم في العذاب كما قال تعالى: {ولن ينفعكم اليوم أنكم في العذاب مشتركون}.
لكن عندما لا تجد بين الناس على كثرتهم شبيهك؟
عندما تحاول أن تتكيف حتى وإن كلف ذلك تخليك عن اهتماماتك، حتى وإن كان المجتمع الذي تحاول التكيف معه يخالف عموم توجهك، قد تتنازل عن كثير مما يريحك بغية الدخول لمجتمع يخرجك من وحدتك فلا تجد بعد ذلك أنك خرجت من وحدتك، فلا قلبك قد ارتاح ولا روحك تتقبل تلك الأرواح، كما أن لدى قلبك من الذكاء مايدرك به أن أرواحهم لا تتقبلك أيضًا! فتبقى على حسن العلاقات السطحية إذ هي أسلم وأحكم، وتبقى في وحدتك لا تستطيع تجاوزها. أعلم أني أعزي نفسي أن الاجتماع بهم لايزيدني إلا بعدًا عن ربي، ولا يجر لي إلا مزيدًا من الذنوب، فأقول كما قال تعالى: {و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطًا} لكنني فعليًا لا أجد من أصبر نفسي معه لأنه يدعو ربنا بالغداة والعشي يريد وجهه.
مازلت وحيدة.